من العادة أن توضع على العملة صورة لرمز ثقافي أو تاريخي لهذه الدولة كوضع صورة عمر المُختار على فئة العشرة دينار ، أو وضع صورة لمعلم سياحي تُريد الدولة أن تتميز به أو تشهره
ولكن أن يضع المركزي وهو المسؤل عن السياسة النقدية ومن المُساهمين في العملية الأقتصادية صورة نقّمتنا وسبب شقائِنا ألا وهو النفط ومُنشئاته ، كخلفية على أكثر الفئات تداولا بين الناس وهو الدينار ، لهو من أكبر الأخطاء
المركزي الذي فشل ولازال يفشل في مد باقي المصارف بالمال لفراغ خزائنه من عائدات النفط الذي لم يُباع أو أنخفض سعره عالميا والذي يُمثل 94٪ من الأقتصاد والدخل القومي ، يتخذ هذه المنُشات وسام وواجهة على فئة نقدية هو مُشرف على طباعتها ، لهو من أكبر الأخطاء
كان من الأجدر بالمصرف أن يُبقي صورة عمر المختار ويُضيف للواجهة الأخرى علم من علوم المُستقبل ( برمجة – تقنية حيوية – تكنولوجيا النانو – الطاقة البديلة – الروبوتات – الذكاء الصناعى – أنترنت الأشياء – أووغيرها )
لأن الطفل الذي سيحمل هذه الفئة ويتسائل يجد أن الأجابة بأن هذه هي علوم المستقبل ، لأنهم هم من سيتصادمون مع التغيرات القادمة وليس مجلس أدارة المركزي الذي أجزم بأن جُلهم فوق الستون من العُمر ، نغرسُها في وعيهم مُنذ الصغر بأنه هذا هو المستقبل ، فكما العلم في الصغر كالنقش على الحجر ، كذلك الإيحائات المحيطة بنا
كلامي لايعني بأنه تقليل من قيمة النفط الذي كان سبب في النعم التي حلت على ليبيا من بعد أكتشافه بقدر ماكان سبب في النقم التي حلت عليها ، ولكن كان من الأجدر أن نتعلم من تجربتنا السابقة وننقذ الأجيال القادمة وندُلهم على المسلك الصحيح ، مسلك أقتصاد المعرفة وليس أرجاعهم إلى أقتصاد ضخ النفط الريعي
والله أعلم
حبيب نينو