من هو مفكرنا الحالي

كل فترة وكل عصر في حياة الشعوب سواء من نهضاتها الأقتصادية أو في كوارثتها الطبيعية أو في حروبها سواء الأهلية أو غيره ، ضروري يكون في شخص مثقف ومش شرط يكون يقاتل في الميدان وأذا كان مثقف ويقاتل من أجل قضية كقصة تشي غيفارا يلاقي الأحترام والأنصات من الجماهير أكثر ، في الحقيقة توجد العديد من الشخصيات عبر العصور ومن ضمنها في العصور الحديثة ونستون تشرشل ألي كانت اوروبا كلها تسمعله في الراديو لما كان يتكلم في الحرب العالمية التانية ، وغوبلز ألي كان أكثر من 70 مليون ألماني يؤمن بقناعاته وفكره ، وكشخصيات عربية من ابرز الشخصيات وألي عاصرت أكثر من 7 رؤساء حكمو مصر قدم لهم الأستشارات والتوجيه ، وكتبه يلاقو في أقبال كبير ، ألي هو حسنين هيكل
الدولة أو اي شعب او أي مجتمع تكون فيه شخصية زي هكي تملك القدرة علي تحليل المعطيات بطريقة ممتازة وتكون ملمة ونزيد نعاود ملمة بدراسة تجارب الشعوب وتعاطيها مع مشاكلها وتجاربها ، وتكون شخصية تأخذ العبرة من الحياة وسنتها ، ويكون أنسان مثقف ولما نقول مثقف مانقصدش ألي محضر دكتوراء علي تأثير النمل علي زراعة القمح في اوباري والناس مكبرين بيه علي اساس حاجة كبيرة ومانحكي علي ألي يزور خمس بلدان في أوروبا ويطلعلي بعدين في التلفزيون يقولي توا في فنلدا يديرو ويديرو ، نتكلم علي ناس عادة اذا كانو مثقفين حيكونو كمثقفي فرنسا المتكبرين  ألي طلبهم رئيس جمهورية فرنسا فرانسوا ميتيران وأجابه أعضاء القصر الرئاسي ان نقدرو نجيبولك رجال أعمال وفلاسفة وكتاب وباحثين ومؤرخين ومن تريد ، بس مثقفين مانقدروش ،هذا بسبب مكانة المثقف عندهم والتي لا يمكن التحصل عليها بمال أو أنتخاب وماننسو يكون أنسان صادق يبحث عن مصلحة الوطن ولا يضحي بشعبه أو أمته من اجل حساب شخصي او نزوات او تخاذل أو عمالة ، الشخص هذا اذا وجد في شعب تأكد أن الشعب هذا حينجح ، وفي نفس الوقت الشخص هذا مايتكررش في كل بلد ومش معروف شن الي يساعد علي نمو عقل مشابه لي هذه الشخصيات ، بس هل هو صدفة أو بوجود سبب دنيوي والله أعلم

من أمثلة الشخصيات ألي نحكي عليها شخص مثقف أسمه ديموند بيرك ، وهو من احد المثقفين الرافضين للثورة الفرنسة ، ومن ضمن من توقع توقعات حول المذابح والهرج والمرج الذي سيحدث وسيتمر لعقد وقد أستمر 17 سنة أي عقد وثلثي العقد في فرنسا ، ديموند بيرك كشخص يعرف تفاصيل شخصية الأنسان المريض أو الناقص نفسيا ، ورفضه لتسليم مصير وطن لصعاليك أو ماقال عنه الرسول الرويبضة وألي عبر عليهم ديموند في وحدة من أحاديثه بقوله ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ “ﺗﺄﻣﻼﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ :” ( ﻫﻞ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﺎ ﺗﻬﻨﺌﺔ ﺭﺟﻞ ﻣﺠﻨﻮﻥ ﺳﺒﻖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺃﻓﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻀﻮﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ؟ ﻫﻞ ﻋﻠﻲ ﺗﻬﻨﺌﺔ ﻗﺎﻃﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﻣﺠﺮﻡ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﺳﺠﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻪ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ؟ ) ﺗﻮﻗﻊ ﺑﻴﺮﻙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﺟﺪﺍ. ﻧﺸﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ 1 ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1790

وهذا حاصل في ليبيا
وقال أيضا :  ﻳﻈﻦ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﺃﻥ ﻋﻘﻠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩ ﻟﻴﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﻮﻩ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ. ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ، ﻓﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻑ ﺃﺳﻼﻓﻪ، ﻓﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻗﺼﺮﺕ ﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻗﺼﺮﺕ، ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﻟﻮ ﻗﻠﻴﻼ. ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﻳﻈﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﻌﻰ ﻓﻘﻂ ﻻﺣﺘﻮﺍﺀ ﺃﻭ ﺗﺤﺠﻴﻢ ﺍﻟﺸﺮ، ﺑﻞ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻴﺔ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ
ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻮﻟﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﺮ ﺃﻛﺒﺮ . ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ، ﺗﻨﺒﺄ ﺑﻴﺮﻙ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺗﺤﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ جهوية وغيره

أحنا لو كان عندنا ناس زي الشخص هذا ، طبعا هو من المفترض أن نسمعو لعلماء الدين لاكن احنا اصبحنا في زمن تسمع فيه الناس للمثقفين اكثر من علماء السنة ، فا أحنا لو عندنا شخص زي ديموند ويكون قاري تجارب ياسرة يكون علي الأقل وضحلنا بعض مخاطر ألي قاد أليها البعض الدولة ، ويعقلو بعض الناس ألي مايبوش يحبو يسمعو دلالات المثقفين وليس العلماء

أضافة : قبل سنة تم تأليف كتاب وأذا كان يدل هذا التأليف ورجوع الباحثين لأفكار شخص كان ينشرها في القرن ال18 عشر هو أحداثها لﺟﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺼﺮ. والكتاب عبارة عن المناﻇﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻴﻦ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﻴﻦ ﺍﻧﺠﻠﻴﺰﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﺩﻣﻮﻧﺪ ﺑﻴﺮﻙ Edmund Burke ﻭﺗﻮﻣﺎﺱ ﺑﻴﻦ Thomas Paine . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ « ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻱ» ﻫﻰ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻟﻤﻔﻜﺮ ﺃﻣﺮﻳﻜﻰ ﻣﺆﺳﺲ ﻣﺠﻠﺔ « ﻧﺎﺷﻮﻧﺎﻝ ﺃﻓﻴﺮﺯ» ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻳﻮﻓﺎﻝ ﻟﻔﻴﻦ Yuval Levin. ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺩﻋﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ( 2014) ﻫﻮ ﺃﻥ ﻛﻼً ﻣﻦ ﺑﻴﺮﻙ ﻭﺗﻮﻣﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻤﻮﻣﺎً ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺗﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺭﺃﻳﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ

والله أعلم
حبيب نينو