الأخوة التي تصنعها الثكنة

في صحفي امريكي اسمه سيباستيان جانغر كان مع الجنود الأمريكيين في منطقة ريستريبو في وادي كورنيقال في أفغانستان ، الشخص هذا عاش لاحظات مش ممكن يعيشهم أي شخص مع المقاتلين في الحرب ، عاش معاهم الكمائن وعاش معاهم الأنتصارات ولحظات الخوف ولحظات الندم ولحظات النشوة ، وتعرض أكثر من مرة للقتل وطبعا صديقه الصحفي ألي كان معاه مات في تغطية احداث مصراتة
الشخص هذا يقول ان عاش وشاف تجربة أطلق عليها تغير الحالة الذهنية للجنود وكيف ان الحرب أعطت فترة تواصل عميق بين الجنود ولاحظ بعدين أفتقاد المحاربين القدامى للحرب بعد عودتهم إلي اميركا

وبسبب ملكية الفكر التحليلي النقدي متاعه قعد يفسر ويحلل ويسترجع في الذكريات واللحظات باش يلقى الاجابة ؟ ! فا كانت الأجابة

أن الاشخاص الي عاشو المعارك هدي والكلام هدا ينطبق علي معظم الناس الي خاضت حروب ، أنصبغت فيهم ثقافة التسلسل العسكري في اصدار او أستقبال الأوامر ، وتعودو ان الاوامر هذي تتنفذ ؟ ليش ؟ لأن الاشخاص ألي معاه أصلا في الفيلق أو الكتيبة او المجموعة ألي تقاتل ، تعرف وتؤمن ان أي شخص ماينفذ الاوامر او يتخاذل يعرض حياته أو حياته اصحابه لخطر الموت مايسببله الشعور بذنب أو غيره من الامور ، فا لما يروحو لي اميركا يلقو أوامرهم بصفتهم قادة سابقين لاتنفذ من قبل الناس ولو أقربهم كأبن او اخ او جار
ولما تم رفض اوامرهم يكونو مستعدين يستعملو القوة لردع الطرف الاخر ، لأنهم تعودو في الحرب الي ماينفذ الاوامر يدخل في خانة الخائن ، يعدم او يحبس او ردعه

الموضوع هذا خلق نسبة من تبادل التقدير والاحترام بين المقاتلين ، وخلق بيئة تواصل عميق ، لأن الشخص ألي مايعرفش وقت وفاته مايقدر يفشي أسرار لأن يخاف يطيح من اعين الناس او تستخدم هدي الاسرار ضده او تقلل من قدره لاكن في وقت المعركة تلقاه في وقت الفراغ يفضفض لأصحابه عن مشاعره وأفكاره ، مايزيد يعمق التواصل

البعض منهم من كثرة أن تعود علي بيئة الحرب بسبب قضاء وقت طويل فيها يتأثر بتصرفاتها ، فا تلقا ساعة يده من النوعية الي ضيها مايبانش ” عسكرية “في الليل وتلقاه يطفي في ضيء الحوش القدامي

وفي نقطة دقيقة نبهني ليها صديقي صلاح البطي مرة وهي الثقة ، وجابلي مثال أن الناس ألي كانت تقاتل في 2011 بعد شعرهم طول ماحلقوه وماعتبروه بايخ زي ايام قبل الحرب ، ليش لأن بعد خاضو الحرب والمعارك ونجاة الشخص من اكثر من معركة تزيد تقته بنفسه

الصحفي هذا وصل لي حاجة ألا وهي أن الحكومة كان ماوفرت مسار أعادة ضبط نفسي للجنود ماحيتأقلمو سريعا في المجتمع ، حتكون عندهم قابلية أنهم ينخرطو في اي حرب وفي أي وقت باش يولو يحسو بان عندهم دور يقيمو فيهم في المجتمع وترجع مكانتهم وقيمتهم الأجتماعية ، لانهم يبو يقودو يبو يأمرو يبو يشكروا

البعض يستغرب شن الي خلا حفتر يولي بعد 25 سنة ويرجع للقتال حفتر الله أعلم ماشقيتش قلبه سواء كان عميل أو وطني لاكن نقدر نجزم بأن نسبة كبيرة لعودته بسبب الشعور ألي جربه وقضى معاه مدة طويلة في تشاد والبعض يستغرب من بعض قادة المعارك الي تلقاه مرة مع معمر ومرة فجر ليبيا ومرة كرامة وبعدين حيمشو لداعش ، الناس هذي خلاص هذي حياتها حيمشي هكي لي يغتالوه او يموت في وحدة من المعارك ضد الطرف الي يقاتل فيه

فا الناس هذي حلها زي ماقلت مرة في وحدة من المناشير ، يسلمو مراكز قيادية في حاجات تقدم شيء ملموس للشعب ، ﻷنهم هما اكثر ناس مستعدين يخاطرو ويهبو حياتهم لأنهم جربو اكثر من مرة وفازو بشيء ألي راهنو بحياتهم مقابله وشيء هذا زاد نسبة مغامرتهم وايمانهم أن مافي حد يموت ناقص عمر ، سلموهم اجهزة مكافحة الفسادة سلموهم أدارة الحدود سلموهم حاجات دير تغيير ملموس للشعب وتخليهم يعطو الاوامر

والله اعلم
حبيب نينو